19 novembre 2012

المرحلة الإنتقالية ورمزيتها


نعيش اليوم مرحلة انتقالية سيتم فيها التأسيس لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد. كل ما يتم ارسائه في هذه المرحلة بجيده وسيئه في المرحلة التأسيسية سيصبح هو القاعدة. لذلك يجب أن تكون هذه نموذجية وذات رمزية. المؤسف في ما نعيشه اليوم هو أن هذه الرمزية تم التعدي عليها بعدة ممارسات قد تضر بالإنتقال الديمقراطي ومستقبل البلاد. القائمون على المسار الإنتقالي فشلوا في إرساء نظم وقواعد جديدة. والحال أنهم كانوا مطالبين بأن يكون مثالا يحتذي به الشعب بل وأن يرفعوا من مستوى الشعب.

تونس بعد الثورة كانت مؤهلة لتصبح رائدة في مجال الإنتقال الديمقراطي وإحترام حقوق الإنسان والنصير الأول لحقوق الشعوب المضهدة  في العالم الثالث. من ذلك أن تونس كانت يمكن أن تصبح الملجأ الأول لكل طالب للجوء السياسي في العالم العربي وأفريقيا مما سيزيد من اشعاعها ومركزها في العالم. تونس بتسليم البغدادي المحمودي فوتت على نفسها هذه الفرصة، فمن ذا الذي يأمن عدم تسليمه لجلاده من دولة تسلم من استجارها في صفقة مشبوهة. ثم إن النهضة استدعت للإحتفال معها في عيد الثورة أكبر الجلادين.

الكفاءة هي أهم ما يجب أن يميز المرحلة المقبلة بعد أن عانينا ويلات العائلات والأصهار مدة 23 عاماً. للأسف، انظروا إلى عدد الأصهار والإبناء المقربين من القرار من صهر الغنوشي إلى إبن بن سالم مروراً ببنت معطر وأصدقاء بن جعفر ... ألم نكتوي من صخر الماطري والطرابلسية بعد؟ في خضم الحديث عن الكفاءة، من يفشل يجب أن يترك مكانه لغيره وليس في ذلك إنتقاص من قيمته بل فشله مرتبة بظروف مرحلية وقد يولى نفس المسؤولية مرات أخرى في وقت ذي وقت وينجح. ولنا في وزير النقل في مصر مثالا يجب أن نحتذي به، فالوزير المصري، بعد حادثة القطار، إستقال تاركاً المشعل لغيره. لننظر نحن إلى وزارة الداخلية. لقد مرت بعديد الفضائح الخطيرة وكل فضيحة منها كافية لاستقالة الوزير من أحداث 9 أفريل، والسفارة الأمريكية وموت السلفيين وموطن تحت التعذيب، إلخ.


النواب الوزراء كان يمكن أيضاً أن يستقيلوا من المجلس التأسيسي للتفرغ للوزارات يعوضوا بنواب من أحزابهم  وبذلك يكرسون مبدأ الفصل بين السلط

المعارضة أيضاً فشلت في إعطاء المثل. الغيابات المتكررة عن جلسات ولجان المجلس التأسيسي. هذه الغيابات هزت من صورة النواب وهيبة المجلس. إلى جانب ذلك فشلت المعارضة في التأسيس للديمقراطية في هياكلها الداخلية من ذلك إنقسام الحزب الديمقراطي التقدمي بعد المؤتمر. هذه الأحزاب بقيت أيضاً أسيرة رموز الماضي وفشلت في إنتاج قيادات شابة ودفعها إلى مراكز القرار.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire